...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
على دروب العلم بعد 24 عاما

على دروب العلم بعد 24 عاما قصة لويزا الحمادي

بقلم : أفنان السريحي

عشت وكأنني في السابعة عشرة من عمري أركض وأضحك في ساحة المدرسة كأن الأمس القريب هو ما شهد على ميلادي كانت تلك السنوات التي قضيتها في رحاب العلم مشبعةً بمشاعر حقيقية كانت الضحكة الوحيدة التي تنبع من أعماق قلبي هي تلك التي أشاركها بين زميلاتي في الصف. أرتدي الطرحة البيضاء والزي المدرسي بشغف وحب عظيمين متناسيةً للحظات مسؤولياتي كأم وجدة لحفيدين.

لويزا تلك الأم المناضلة هي القدوة الحسنة للمرأة الصبورة والشغوفة ورمز حي لعدم اليأس والمحاولة عادت إلى مقاعد الدراسة بعد 24 عاماً من توقفها لم يكن الطريق مفروشاً بالورود فقد توقفت مسيرتها التعليمية في الصف التاسع لتتزوج ولم تكمل بعد  أنجبت، ربت تعبت وناضلت بكل ما أوتيت من قوة لتعود إلى دراستها بعد كل هذه السنوات حاملةً أملاً جديداً وروحاً متقدة بالشغف لمواصلة حلمها التعليمي الذي راودها منذ نعومة أظفارها.

تقول لويزا بصدق يلامس الروح: كانت أياماً صعبة بقدر ما هي أيام لن تتكرر في حياتي فالجمع بين التعليم ومسؤوليات المنزل والأطفال في آنٍ واحد أمر شاق للغاية لكن شغفي للعلم كان أقوى من كل شيء لم أكن تلك الطالبة المهملة لمجرد أنني أمٌ ولدي مسؤوليات تفوق الدراسة منذ أن وطئت  قدماي المدرسة مجدداً وأنا أطمح في استئناف مشواري الذي توقف لسنواتٍ طويلة لم أتغيب يوماً ولم أهمل واجباتي ولم أتغافل قط عن المذاكرة.

بعد 24 عاماً من الانقطاع، عادت لويزا إلى مقاعد الدراسة، وها هي اليوم تتخرج بمعدل ٨٩٪  لقد أثبتت للعالم أجمع وللمرأة بشكل خاص أنه لا شيء يقف أمام عزيمة امرأة حتى لو حالت بينها وبين حلمها سنوات طويلة ومسؤوليات جسيمة فإن العزيمة والإصرار والشغف يظلون هم الوقود الذي يدفع المرأة نحو تحقيق ما تصبو إليه.