في زمنٍ تحاصر فيه الإنسانية من كل الجهات، وتُشوَّه فيه القيم باسم الدين والسياسة، ظهرت امرأة من عمق الجبال، تقول للعالم أجمع:
"أنا هنا... وهذا وطني... ولن أنكسر".
هي زوجة شيخٍ في السبعين من عمره، قرر أن يُقاوم الظلم حتى النفس الأخير. صعد إلى سطح منزله محاصرًا، وواجه بندقيته مختلف الأسلحة، حتى ارتقى شهيدًا، مدافعًا عن بيته وكرامته.
لكن القصة لم تنتهِ عند مقتله، بل بدأت حينها ملحمة المرأة التي رفضت الانكسار، رغم الحصار، ورغم الجراح.
امرأة من قلب هذه الأرض، صامدة، مصابة في جسدها، لكنها تقف بثبات، والبندقية في يدها، والإيمان بحقها وحريتها يملأ قلبها.
حاولت مرارًا سحب جثمان زوجها من سطح منزلها، لكنها كانت تُواجه في كل مرة بوابلٍ من النيران، وكأن العدو يخاف من جسد رجل ميت أكثر من حياة امرأة حرة تأبى الخضوع.
ورغم إصابتها، استطاعت بعد ساعات من الصراع أن تسحب جثمان زوجها ، وسط حصار يمنع عنها الماء والغذاء والدواء.
حتى الإسعاف لم يُسمح له بالوصول، وكأن الجريمة لا تكتمل إلا بمزيدٍ من المعاناة.