إبداع خلف الأضواء… الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال

بقلم : هالة الجرادي

في عالم يموج بالأسماء والأصوات، تبرز جمانة جمال كحالة إبداعية متفرّدة، أعادت تعريف العلاقة بين الكلمة واللحن، ومنحت الأغنية العربية سمة جديدة تمزج بين العمق الشعري والابتكار الموسيقي.

سطع نجمها خلف الأضواء، وفي زمن تتسابق فيه الأسماء نحو السطوع، اختارت أن تترك بصمتها في صمت.

لكن ذلك الصمت كان صاخبًا بأعمال غنائية وشعرية لاقت إعجاب النقاد والجمهور، وحققت انتشارًا واسعًا على المنصات الرقمية، مؤكدة أن الفن الحقيقي لا يحتاج سوى إلى صدق الكلمة وعمق الإحساس.

لها حضور فني قوي في الشعر والتلحين، تركت الكاميرا خلف الستار لتقدّم الكلمة والنغمة في الصف الأول.

تُعدّ من النجمات الصاعدات في الساحة الفنية العربية، وتعتبر أول يمنية تحرز حضورًا قويًا في التلحين العربي المعاصر، مقدّمة نفسها كرمز للفنانة التي تختار الإبداع العميق على الظهور الإعلامي.

 محافظةً على هويتها، لم يمنعها ابتعادها عن الكاميرا وسطوع الأضواء من أن تبدع وتتفرد

نشأت جمانة في بيئة غنية بالثقافة والكتب والموسيقى الراقية، وكانت طفلة تحاور الكلمة.

بدأت الكتابة منذ عام 2020 تحت تأثير شغفها بالقراءة، وزاد فقدان والدتها المبكر من تعلقها بالكتابة والشعر منذ طفولتها.

كتبت الشعر في سن الثانية عشرة، من خلال التقليد والتجريب، مثل مجاراتها لقصيدة نزار  قباني 

قدّمت جمانة أعمالًا لكبار الفنانين العرب، منها:

كاظم الساهر: قصيدة "مررتِ بصدري"، ووصفها بأنها صاحبة "نضج يفوق عمرها".

فضل شاكر: ألبوم كامل شمل "أحلى رسمة" و*"هوى الجنوب"*.

عبد الله الرويشد: "كل ما قلت ارتويت" بروح المحضار اليمني.

نوال الكويتية: "على مهلك".

تعمقت جمانة في الشعر بالعربية الفصحى والنبطي، وتفننت في تنويع اللهجات: المصرية، اللبنانية، الخليجية، والشامية، بأسلوب يحمل إحساسًا عميقًا ومضامين ثقافية متعددة.

فهي تؤمن أن اللهجة ليست نطقًا فقط، بل إيقاع وشحنة شعرية.

بصمة في المشهد العربي

رغم صغر سنها، جعلتها أعمالها مع كبار نجوم الغناء علامة فارقة في التجديد الفني المعاصر.

ومن نجاحاتها اللافتة: أغنيتان حققت كل منهما ملايين المشاهدات، هما 

"أحلى رسمة" و*"هوى الجنوب" وقد شكلت هي والفنان فضل شاكر ثنائيا متناغما للغاية وكان أول تعاون لهما في أغنية "الشام فتح "

جمانة جمال شاعرة وملحنة تُثبت أن الفن الحقيقي لا يحتاج إلى واجهة، بل إلى موهبة صادقة ورسالة واضحة.

بدأت من اليمن، وقطعت شوطًا سريعًا نحو قلوب الجمهور العربي بكتابة وتلحين أعمال مميزة لكبار النجوم، متجاوزة حدود الكلمة إلى الإيقاع والموسيقى.