...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
من طفلة تحلم إلى فنانة تعيش الحلم

رحلتي إلى عالم الفن.. من طفلة تحلم إلى فنانة تعيش الحلم

 

حاورها :أمة العزيز السريحي

اسمي غزال الخياط، ومنذ طفولتي، كان الفن يسري في دمي. لم أكن أعرف حينها أن تلك اللحظات البسيطة التي كنت أقضيها مع أطفال الحارة، نصنع مسرحنا الخاص ونمثل أدوارًا من خيالنا، ستكون البذرة الأولى في رحلتي الفنية. لم يكن الأمر مجرد لهو، بل كان شغفًا يسكنني، يكبر معي كل يوم.

 

البداية..أول خطوة نحو المسرح

 

كبرت وأنا أحلم بأن أصبح ممثلة، ولم يكن هذا الحلم بعيد المنال. بدأت رحلتي من المسرح المدرسي، حيث وجدت نفسي لأول مرة أمام جمهور حقيقي، أشعر بحرارة الأضواء، وأسمع التصفيق الذي زادني إصرارًا على الاستمرار. ومع مرور الوقت، انضممت إلى فرقة المسرح الوطني، وهناك، تلقيت أول دعم حقيقي من والدتي، التي آمنت بموهبتي وشجعتني على المضي قدمًا. وبعد ذلك، جاء الدعم الأكبر من زوجي، الذي وقف إلى جانبي، ودعمني في كل خطوة.

 

الوقوف أمام الجمهور: لحظة غيرت حياتي

 

لن أنسى أبدًا لحظة وقوفي لأول مرة على خشبة المسرح الوطني، كان ذلك في عمل أوبريت غنائي. شعرت برهبة عظيمة، لكن مع أول جملة نطقتها، تبدد الخوف وحل محله شعور ساحر بالانتماء، وكأنني وجدت نفسي الحقيقية. كان نجاحي في هذا العمل بمثابة نقطة تحول، فأدركت أن الفن ليس مجرد تمثيل، بل رسالة يجب أن نوصلها للجمهور بكل حب وإخلاص.

 

التحديات: اختيارات صعبة وطريق مليء بالعقبات

 

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، فكما واجهت النجاح، واجهت أيضًا تحديات كثيرة. كانت أكبر التحديات تأتي من داخل الوسط الفني نفسه، حيث وجدت أن الالتزام بالقيم الفنية يُنظر إليه أحيانًا على أنه "تعقيد"، وأن احترام الذات والمبادئ قد يجعلكِ خارج حسابات بعض المنتجين والمخرجين.

 

كانوا يقولون لي: "التزمتِ كثيرًا، لن تجدي فرصًا بسهولة!"

لكنني كنت مؤمنة بأن الفن قبل كل شيء احترام للذات، واحترام للجمهور. لم أسمح لأي شيء أن يغير قناعاتي، واستمررت في اختيار أدواري بعناية، بحيث تكون مناسبة لي وتحترم مبادئي.

 

أدوار محفورة في الذاكرة وأحلام مؤجلة

 

قدمت العديد من الأدوار التي أحبها، وأكثر دور قريب إلى قلبي هو دور الأم. لكن رغم نجاحي في هذا النوع من الأدوار، كنت أحلم بتجسيد شخصيات مختلفة، أدوار لم تُعرض عليّ بعد، مثل دور المرأة القوية أو الشريرة. لكن للأسف، المخرجون اعتادوا رؤيتي في دور معين، ولم يمنحوني الفرصة لاستكشاف شخصيات أخرى.

 

رغم ذلك، لم أفقد الأمل، فما زال لدي الكثير لأقدمه، وأؤمن أن الفرصة المناسبة ستأتي يومًا ما.

 

الدراما اليمنية..واقع وطموح

 

لطالما كنت أؤمن بأن الدراما اليمنية لديها قدرات كبيرة، لكنها بحاجة إلى تطوير حقيقي. هناك مواهب رائعة بين الفنانين والمخرجين، لكن المشكلة تكمن في أن كثيرًا من الأعمال لا تُستغل بشكل جيد، فبدلًا من تقديم دراما واقعية هادفة، نجد أن التهريج والكوميديا السطحية أصبحت تسيطر على المشهد.

 

أنا مؤمنة أننا إذا قدمنا دراما حقيقية، باللهجة اليمنية البسيطة، وتم تسويقها بشكل صحيح، فسنتمكن من الوصول إلى مستوى عربي وإقليمي.

 

نجاح خارج الحدود

 

رغم كل العقبات، لم يكن نجاحي محصورًا في اليمن فقط، فقد كان لي شرف المشاركة في مهرجان الشفلح في قطر بعمل كوميدي، وهناك حصلت على جائزة أفضل ممثلة. كان هذا الإنجاز دليلًا على أن الفن الحقيقي لا يعرف الحدود، وأن الموهبة عندما تجد الفرصة المناسبة، تتألق بلا شك.

 

المستقبل.. خطوات جديدة وحلم مستمر

 

حاليًا، يعرض لي  مسلسل "الزوبعة"، الذي . هذا العمل يمثل لي تحديًا جديدًا، وأنا متحمسة لرؤية ردود فعل الجمهور. لكن طموحي لا يتوقف هنا، فأنا أتطلع لأن تكون لدينا أعمال يمنية مشتركة مع فنانين من خارج اليمن، فهذا سيفتح لنا آفاقًا جديدة ويثري تجربتنا الفنية.

 

رسالتي للفنانين الشباب

 

إلى كل فنان صاعد، أقول:

"لا تبحثوا عن الشهرة السريعة، بل ابحثوا عن القيمة الحقيقية للفن. طوّروا أنفسكم، ثقفوا أنفسكم فنيًا، لا تتكبروا على الجمهور، فهو رصيدكم الحقيقي. لا تجعلوا الفن مجرد وسيلة للشهرة، بل اجعلوه رسالة تعكس واقع المجتمع وتحترم ثقافته."

 

غزال الخياط: ما زال لدي الكثير لأقدمه!

 

رغم السنوات التي قضيتها في هذا المجال، ما زلت أشعر وكأن رحلتي لم تبدأ بعد، ما زلت متعطشة لتقديم المزيد، وما زلت أؤمن بأن الفن رسالة، وأن الفنان الحقيقي هو من يترك أثرًا في قلوب جمهوره، لا بمجرد الأدوار التي يقدمها، بل بالقيم التي يعكسها من خلال فنه.

 

والرحلة مستمرة...