...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
رمضان في اليمن : نكهة خاصة

العادات الرمضانية في مختلف محافظات اليمن: روحانية، تكافل، واحتفالات خاصة

تقرير :أمةالعزيز السريحي

يحلّ شهر رمضان المبارك على اليمنيين كضيفٍ عزيز، يحمل معه أجواءً روحانية فريدة تفيض بالمحبة والتآخي، حيث لا يقتصر على كونه شهر صيام، بل يمثل مناسبة عظيمة تتجلى فيها قيم التعاون والتراحم. ومع بداية الشهر الكريم، تعجّ الأسواق بالحركة، وتزدان البيوت بالنفحات الإيمانية، بينما تُبعث العادات والتقاليد العريقة التي تميّز كل منطقة بطريقتها الخاصة.

 

ورغم اختلاف الطقوس الرمضانية من محافظة إلى أخرى، تبقى روح رمضان واحدة، تجمع الناس على موائد الإفطار، وتملأ لياليهم بالذكر والقيام، ما يجعل رمضان في اليمن تجربة روحانية واجتماعية لا تُنسى.

 

صنعاء.. استقبال رمضان بعادات مميزة وتحضيرات مكثفة

 

في العاصمة صنعاء، تبدأ الاستعدادات لاستقبال رمضان منذ شهر شعبان، حيث تقوم الأسر بتنظيف المنازل، وغسل البطانيات، وتجهيز الملابس الجديدة للأطفال، وذلك تحضيرًا لعيد الفطر المبارك، نظرًا لانشغال الجميع خلال الشهر الكريم، وقناعة البعض بأن أجمل الملابس تختفي من الأسواق مع قدوم رمضان.

 

وقبيل حلول الشهر الفضيل، تحتفل العائلات بـ**"الشعبانية" أو "يا نفس ما تشتهي"**، وهو تجمع اجتماعي يتم فيه إعداد الأكلات المميزة التي تشتهر بها مائدة رمضان، مثل السمبوسة، المعجنات، والحلويات، إلى جانب المشروبات التقليدية.

 

أما خلال رمضان، فتتميز المائدة الرمضانية الصنعانية بأطباق مثل الطعمية، الحامضة، والمقبلات التقليدية، فيما تحظى الحلويات مثل "الطرمبة" و"الروانية" بشعبية كبيرة. وتعيش صنعاء أجواء روحانية خاصة، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، وتكثر حلقات الذكر وقراءة القرآن، في مشهد يعكس الروح الإيمانية العالية لأهل العاصمة.

 

المحويت.. "التنصيرات" وتقاليد خاصة بالقرى

 

في محافظة المحويت، تتشابه التحضيرات الرمضانية مع غيرها من المناطق، لكن هناك بعض العادات الخاصة، أبرزها "التنصيرات"، وهو تقليد يمارسه الأطفال تعبيرًا عن فرحتهم بقدوم رمضان. حيث يقومون بتجميع علب الفول الفارغة، وملئها بالرماد والبترول، ثم إشعالها على أسطح المنازل، في طقس رمضاني مبهج يُضفي على ليالي رمضان طابعًا احتفاليًا خاصًا.

 

أما من الناحية الغذائية، فإن وجبة السحور في المحويت تشمل أطعمة تقليدية مثل الحليب، السمن البلدي، والعقد والنشاير، بينما يُعد "الشفوت"، المصنوع من الخبز الرقيق واللبن والخضروات، الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار، حيث لا تكاد تخلو سفرة رمضانية من هذا الطبق الذي يحظى بشعبية واسعة في المنطقة.

 

مأرب.. أجواء روحانية وتكافل اجتماعي

 

أما في محافظة مأرب، فتتميز الاستعدادات الرمضانية بالتركيز على الجانب الروحي، حيث يُقبل الناس على قراءة القرآن، وحضور المحاضرات الدينية، والاستماع للخطب التي تذكّر بأهمية استغلال الشهر الكريم في العبادة والطاعة.

 

تشتهر مأرب أيضًا بتزيين المنازل والمساجد بالفوانيس والإضاءات، وهي عادة يشارك فيها الأطفال بحماس، مما يغرس فيهم حب الشهر الفضيل وخصوصيته. كما يحرص أهالي مأرب على أداء صلاة التراويح والقيام في أجواء إيمانية مميزة، حيث تتنافس النساء لحجز أماكن في الصفوف الأولى داخل المساجد.

 

إضافة إلى ذلك، يعد التكافل الاجتماعي أحد أبرز السمات التي تميز رمضان في مأرب، حيث تقوم الأسر بتحضير كميات كبيرة من الطعام لتوزيعها على الجيران والمحتاجين، إضافةً إلى تبادل الأطباق الرمضانية فيما بينهم، مما يعزز أجواء المودة والألفة بين أفراد المجتمع.

 

رمضان في اليمن.. وحدة في الروحانية رغم اختلاف العادات

 

على الرغم من التنوع في العادات والتقاليد بين المحافظات اليمنية، فإنها جميعًا تعكس روحانية الشهر الكريم والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع. ففي كل مدينة وقرية، يتسابق الناس لإحياء قيم التكافل والكرم، وإثراء الأجواء الرمضانية بالعادات الأصيلة، ليبقى رمضان في اليمن مزيجًا من العبادة، الفرح، والتآخي الاجتماعي.