
الحرب تفاقم العنف ضد المرأة وتسلبها حريتها واستحقاقاتها
أفنان الزين
العنف ضد المرأة يعد أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا ، حيث تواجه النساء والفتيات عنفا متزايدا منذ اندلاع الحرب في اليمن بشكل يفوق ما هو معتاد من مستويات العنف، وقد فاقمت الحرب ظاهرة العنف ضد المرأة بتقييد حركة النساء و الفتيات والحد من تنقلاتهن وإخضاعهن، وكرد فعل على تطور أدوار النساء أظهر الرجال حالة من المقاومة العنيفة في مواجهة هذا التطوّر وهو ما يفسر تزايد حالات العنف الأسري
إن حوادث وشدة هذا العنف تباينت مع مرور الوقت، وغالباً ما يُنظر إلى هذا العنف على أنه آلية لإخضاع النساء، سواء في المجتمع بشكل عام أو في العلاقات الشخصية.
قد ينشأ هذا العنف من شعور بالاستحقاق أو التفوق أو كره النساء أو بسبب طبيعة بعض الرجال العنيفة وخاصة ضد النساء.
وعلى الرغم من أن النزاع في اليمن أثّر بشكل كبير على كل المدنيين فإن تأثّر النساء والفتيات كان أكبر بسبب ما ترتّب عليه من تفاقم الوضع الهش للمرأة في ما يخص تعرضها للعنف وقد واجهت المرأة تقييدا للحركة والتنقل من قبل بعض الأفراد و الجماعات التي لا تعطي المرأة الحق في السفر والتنقل إلا بوجود محرم
ترى مهرة العقيلي_ أخصائية شؤون الطلاب "بجامعة إقليم سبأ" أن العنف ضد المرأة يعد سبباً رئيسياً في ظهور النزاعات الأسرية و يجعلها عرضة و فريسة سهلة للمجتمع الخارجي، و أنه لابد من احتواء المرأة و إعطائها حرية الاختيار فيما يتعلق بمستقبلها و الحد من العنف ضدها ، بل وإنهاؤه وعدم ممارسته بأي شكل من الأشكال ،و يعود ذلك إلى جملة من الأسباب ومنها... "العادات و التقاليد" وهذا يحرمها فرصة المشاركة في الكثير من المجالات في الحياة.
وقالت بما أن ديننا الإسلامي كرم المرأة ورفع قدرها وجعلها شقيقة للرجل، بكلمة واحده وبوصية الرسول يمكننا أن نصرخ في وجه كل من يمارس التعنيف ضد المرأة، نقول له قال رسول الله "ص" «استوصوا بالنساء خيراً»
لقد كان النزوح والفقر وانهيار الدعم سبباً في تفاقم العنف ضد النساء والفتيات ، ففي ظل ازدياد معاناة اليمنيين وتعميق حدة الأزمة الاقتصادية وتردي الخدمات تعيّن على النساء تحمّل المسؤولية، بالإضافة إلى مواجهة محدودية الحركة بسبب المعايير الثقافية السائدة ، فخلال فترة النزاع تتعرض النساء للتهميش ولجرائم العنف بدرجات أكبر مما كان عليه الحال.
يهدد تفاقم العنف ضد النساء والفتيات الذي جلبته الحرب بنسف المكتسبات التي تحققت على صعيد حقوق المرأة وتعليم الفتاة وحمايتها كما يهدد بناء السلام والاستقرار في اليمن.