...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
شجرة القات والنساءتزرع الأعباءوتثمرالمحن

*شجرة القات والنساء.. تزرع الأعباء وتثمر المحن

*بقلم: أمل حزام*

القات قتل للمواهب والقوى،  
ومولد للهم والحسرات.  
ما القات إلا فكرة مسمومة،  
ترمي النفوس بأبشع النكبات.

بهذه الكلمات المعبرة، يصف الشاعر والأديب اليمني محمد بن سالم البيحاني مدى تأثير شجرة القات على حياة الناس، وخاصة النساء في اليمن. فقد أصبحت عادة مضغ القات جزءً أساسيًا من الحياة اليومية للكثيرات، رغم المخاطر التي تحملها.

على الرغم من أن القات له جذور تاريخية عميقة، إلا أن له آثاراً سلبية على الرجال والنساء على حد سواء تتجاوز الفوائد الظاهرة، وفي مقالنا هذا سنركز على محور منصتنا ألا وهي المرأة، فالقات يحد من إبداعها، ويزيد من معاناتها لصحية والنفسية والاجتماعية، وفي هذا المقال، سنستعرض تأثير القات على النساء، ونسلط الضوء على التحديات التي يواجهنها في ظل هذه العادة المتجذرة في المجتمع.

*تأثيرات القات*

عادة مضغ القات تؤثر بشكل ملحوظ على التفاعلات الاجتماعية والعلاقات بين النساء في اليمن؛ فقد تعتبر مجالس القات مناسبة اجتماعية، حيث تلتقي النساء مع أسرهن وأصدقائهن، مما يعزز الروابط الاجتماعية.

لكن، رغم هذه الفوائد الظاهرة، إلا أن بعض النساء يشعرن بالضغط الاجتماعي للمشاركة في هذه المجالس ومضغ القات، حتى وإن لم يكن يرغبن في ذلك.

يمكن أن تؤدي هذه العادة إلى تغييرات في دور النساء اليمنيات الاجتماعي، حيث يمكن أن تعتبر هذه المجالس وسيلة للهروب من المسؤوليات اليومية.

كما أن انشغال ربة الأسرة عن مسؤولياتها، وتحول مجالس القات إلى أولى أولوياتها، قد يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية، وتتأثر العلاقات بشكل سلبي.

*وجهة نظر طبية*

تؤكد الدكتورة نور سيد أحمد عوض، أخصائية التغذية، أن القات يؤثر على الشهية ويزيد من خطر الإصابة بنقص الوزن وسوء التغذية. وتقول: "بعض الناس يفقدون الشهية، مما يؤثر سلبًا على احتياجاتهم الغذائية، فيسبب نقص الوزن لكل من النساء والرجال. كما أن القات يؤدي إلى نقص مستوى السكر في الدم إذا لم يتناول الفرد وجبة غذائية كاملة وكافية".

إلى جانب الآثار الصحية والاجتماعية الواضحة، يلعب القات دوراً كبيراً في التأثير على الصحة النفسية للأفراد، وخاصة النساء.

وفقاً لما أشارت إليه "زمزم راجح أبوحاتم" الأخصائية النفسية، فإن القات يؤثر بشكل كبير على كيمياء الدماغ، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة.

"القات يحفز هرمون الدوبامين على الإفراز بشكل كبير، مما يعطي شعورًا بالنشاط الزائد. ولكن مع استمرار التحفيز، يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من الدوبامين، وهذا يسبب خللًا في كيمياء الدماغ"، توضح الأخصائية زمزم أن الاستخدام المستمر للقات يمكن أن يؤدي إلى إدمان نفسي، حيث يصعب على الشخص التخلي عن هذه العادة حتى مع ظهور آثار سلبية واضحة على الصحة.

تضيف الاخصائية النفسية: أن القات لا يؤثر نفسيًا على الفرد فقط، بل قد يمتد تأثيره ليصل إلى العلاقات الاجتماعية، وخاصة الأسرية.

وتقول: إن القات يمكن أن يؤدي إلى تفكك الأسرة وتدهور العلاقات بسبب انشغال الأفراد بجلسات القات بدلاً من مسؤولياتهم الأسرية.

تؤكد  أيضا أن الاستهلاك المزمن للقات يفاقم مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، ويزيد من حالات اضطراب المزاج، مما يجعل العلاج النفسي أكثر تعقيدًا وصعوبة.

*استطلاع رأي*

يمكن أن يسبب القات قلة في الإنتاجية لدى النساء، حيث إنه يتسبب في ضياع الوقت في مجالس القات، مما يؤدي إلى نقص في المساهمات الاقتصادية والتعليمية النسائية.

يعتبر القات سببًا لمشاكل صحية عديدة، مثل الإدمان، واضطراب النوم، وزيادة القلق والتوتر، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة للنساء.

في إطار فهم تأثيرات القات على المجتمع، قمت بإجراء استطلاع رأي شمل أكثر من 130 شخصًا. هدف هذا الاستطلاع إلى جمع آراء متنوعة حول المخاطر والفوائد المحتملة لاستهلاك القات، وتأثيراته على الصحة، والعلاقات الاجتماعية، والإنتاجية.

توزعت المشاركات بين فئات مختلفة من المجتمع، مما أتاح لي الحصول على نظرة شاملة حول وجهات النظر المتعددة.

من خلال تحليل الإجابات، تمكنت من استخراج الاتجاهات والآراء المختلفة حول القات، مما يسهم في تعزيز النقاش حول هذه العادة وتأثيراتها.

*المخاطر الصحية والاجتماعية*

تشير العديد من الردود إلى أن القات يؤثر سلبًا على الصحة، حيث يُعتبر مضيعة للوقت والمال، ويؤدي إلى تفكك الأسر. عبّر المشاركون عن مخاوف من المشاكل الصحية، مثل الإدمان، والصداع، كما تكرر الحديث عن إهمال الأطفال وعدم القدرة على متابعتهم بسبب انشغال الأهل بمضغ القات.

*الإنتاجية*

تشير بعض الردود إلى أن الوقت المستغرق في مضغ القات كان يمكن أن يُستغل في أنشطة أكثر فائدة، كممارسة الرياضة.

*التوعية*

هناك رغبة واضحة من قبل المشاركين في زيادة التوعية حول مخاطر القات، مع اقتراحات بإجراء حملات توعية في وسائل الإعلام وداخل المجتمعات. يُظهر المشاركون حاجة إلى تدخل الحكومة لمنع زراعة القات وبيعه، مع اقتراحات لإيجاد بدائل اقتصادية.

*الاستنتاج*

تكثر المخاوف من تأثيرات القات السلبية على الصحة والمجتمع، مع تأكيد على ضرورة التوعية والتحرك من قبل الحكومة والمجتمع ككل. كما يجب إيجاد بدائل لتحسين الوضع الاجتماعي والصحي والاقتصادي.

وفي الختام، يتضح أن عادة مضغ القات تؤثر بشكل عميق على النساء في اليمن، حيث تحمل تأثيرات سلبية على الصحة، والعلاقات الاجتماعية، والإنتاجية. رغم بعض الفوائد الاجتماعية التي قد توفرها جلسات القات، فإن المخاطر المترتبة عليها تتطلب اتخاذ إجراءات جادة من قبل المجتمع والحكومة.

فهل ستتخذ الحكومة إجراءات للتعامل مع زراعة شجرة القات؟