
تعليم المرأة اليمنية مابين الأمل المتجدد والواقع الصعب
تقرير/ أفنان السريحي
تعد المرأة نصف المجتمع، وتعليمها يعد ركيزة هامة من ركائز تقدم المجتمعات، ويقاس مدى تحرر الثقافات من خلال دور المرأة في محيطها، وتنعكس تلك الثقافات سلباً أو إيجاباً على المرأة في كل مجالات حياتها، وأهم تلك المجالات التعليم.
وتعاني المرٲة اليمنية من ضعف الإهتمام بالتعليم؛ حيث ٲن معظم الفتيات لم يكملن تعليمهن الأساسي أو الجامعي نتيجة تداخل العديد من العوامل ، منها الحرب و الوضع الاقتصادي المتردي و العادات والتقاليد التي تشكل أقوى العوامل المؤثرة على تعليم المرأة سلباً، و يسيطر على المجتمع فكرة أن تكون المرأة ربة بيت ولا أهمية للتعليم في حياتها، بالذات في الأرياف؛ حيث تحرم المرأة من تعليمها إلا من المرحلة الأساسية على الأغلب دون مرحلة الثانوية أو الجامعة.
كما لعب وضع الحرب الذي دام لسنوات دور العامل المشجع لهذه العادات والذي تعززت أكثر في تثبيت فكرة الخوف على الفتاة وحبسها في المنزل والزواج المبكر، وإذا كانت الأسرة نازحة زادت معاناة المرأة أكثر، وزاد احتمال حرمانها الكلي من التعليم، أو الخروج من المدارس مبكرا.
وبينت إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، لعام 2017م، أنَّ نسبة الإناث في المرحلة الأساسية بلغت 42%، مقابل 16% في المرحلة الثانوية.
كما تقدّر نسبة الفتيات في المرحلة الجامعية بـ7.5%، مقابل 18% من الذكور، وتكشف هذه الأرقام خروج الفتيات من المدرسة خلال مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي.
ويؤكد تقرير أخير لمنظمة اليونيسف للعام 2018م و2019م أنَّ عشرات الآلاف من اليمنيات، اللواتي كن في الأصل ملتحقات بالمدارس، قد حرمن من حقهن في التعليم وقد يتجاوز ذلك في الأعوام القادمة.
وتُشير إحصائيات الأمم المتحدة لعام 2023م إلى أنّ واقع تعليم المرأة في اليمن لا يزال دون المستوى المطلوب، حيث تبلغ نسبة حصول النساء والفتيات على التعليم 35%، بينما تنخفض هذه النسبة بشكل كبير عند الحديث عن فرص العمل المدفوعة الأجر، لتصل إلى 6% فقط، كما أنّ تمثيل المرأة في مراكز صنع القرار لا يتجاوز 4.1% من المناصب الإدارية وصنع القرار في اليمن.
وصرح مدير التربية والتعليم بمحافظة مأرب محمد مارش أن نسبة الجهل تتفشى في المجتمع اليمني لأسباب عدة ؛ منها عدم مواصلة الكثير من الفتيات لتعليمهن الأمر الذي ٲدى الى ٳرتفاع نسبة الٲمية في المجتمع وانعكاس ذلك على الجيل الذي تقوم الأمهات بتربيته .
ويؤكد مارش مدى أهمية التعليم للفتاة، وكم أن تعليمها يشكل فارقًا بحياة الأسرة نفسها ،حيث أنها تعد الداعم الأول لتعليم أبنائها ذكورا ، وإناثا ، ويشير إلى أنه مازال هناك الكثير من الأسر التي تشجع أبناءها الذكور على مواصلة التعليم، وتستثني الإناث من مواصلة التعليم حيث تكتفي؛ بتعليمهن القراءة والكتابة ويضيف محمد أن الحرب من الأسباب الرئيسة أيضاً في توقف الكثير من الفتيات عن مواصلة تعليمهن حيث أن النزوح والانعكاسات المعيشية الناتجة عن الحرب وغيرها تضيف صعوبات جديدة ٲمام الفتيات في اليمن لمواصلة تعليمهن.
ومن بين الحلول المقترحة لتجاوز محنة حرمان المرأة من التعليم نشر الثقافة في المجتمع ومكافحة الجهل والأمية، ومعالجة التحديات الاقتصادية وتدهور المعيشة الناجم عن النزاع المستمر في اليمن، وتقديم الدعم والتشجيع للمرأة لمواصلة تعليمها، وتشجيعها على اختيار التخصصات العلمية والإنسانية، بالإضافة إلى توعية الأسر بأهمية تحقيق المساواة بين الجنسين في فرص الدراسة في التخصصات العلمية.